اللهم صل على ألف إنسان الأزل، بحكمة باء برهان من لم يزل، أصل الأشياء الكلية، آدم في حقيقة البداية، أثر السر في آثار خفايا المظاهر الخفية، أول الكل في أول الأولية، إنسان دار الغيب المبرقع بطلسم “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “”. وإنا أعطيناك”، ذات القرب المخاطب ب(لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك )، أحمدي الصفات، المتجلي في سماء المعرفة، بظهور مظهر شهادة الرحمن، محمدي الذات المدلى إلى قاب الوحدة، بتجلي موكبي العناية والإحسان، أوحدي المعنى المطرز بطراز الجمال الوحيدي بحقيقة “حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم “، أنوري المحيا المجمل بخلعة حجة بردة فضيلة بينة “وإنك لعلى خلق عظيم “، إمام الأنبياء والمرسلين في جامع جوامع الحكم، والدقائق الرحمانية المنبسطة سجاجيدها في سدة مجلس الكاف، أفضل العالمين المتصدر في رحاب الأسرار، في مركز دائرتي القبول والألطاف، المنفرشة بسطها في حومة العز وميدان السعد وروضة الإسعاف، أصل السبب في الإيجاد، فالكل منه والكل إليه، خزانة الأسرار فالوارد والذاهب عنه وعليه، آية” إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر “، آخذ شرف المحبوبية بأعلى الوثائق المفتخر ب”إنا أعطيناك الكوثر”، أول مخاطب بأحلى خطاب ” فدنا فتدلى “، أشرف معظم بنصيحة “سبح اسم ربك الأعلى “، أجمل متوج بتاج قرب القرب، فما انفصل عنه القرب ولا نأى، أسعد مهيكل بهيكل مجد ” ما كذب الفؤاد ما رأى “، فبحقه يارب وبحق حرمته وقدره عندك، صلني إليك من بابه، وأدخلني عليك من أعتابه وعرفني سرك بواسطة جنابه، وصل عليه وعلى آله وأصحابه، المتأدبين بآدابه، واكفني وإخواني والمسلمين، هم البعد والهجر، والدين والفقر والسلطان، والدهر والأحزان، والعسر والشيطان، والقهر والزمان، وارفع رأسي على رؤوسهم على علم الإقبال والنصر والسعد، والفخر والمجد، والشرف والإحسان، وتوفنا عند انتهاء الأجل على الإيمان، واختم لنا بخواتم السعادة، وارزقنا القرب والفضل والحسنى والزيادة، وصل وسلم بجلالك وجمالك على جميع النبيين والمرسلين، وآلهم، وصحبهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.